هل سبق وأن لاحظت تساقط الشعر عند استخدامك الفرشاة أو عندما تجف الشعر بعد الاستحمام؟ قد يكون ذلك مفاجئاً ومقلقاً بالنسبة للبعض منا، خاصة عندما تزيد كمية الشعر المتساقط عن المعتاد. يبدأ الشعر بالتساقط بسبب العديد من الأسباب والعوامل المختلفة. في هذا المقال، سنتعرف على أبرز أسباب تساقط الشعر وكيف يمكننا التعامل معها بشكل صحي وآمن.
دورة نمو الشعر وتساقطه
يتساقط الشعر نتيجة لدورة نمو الشعر التي يمر بها جميع الأشخاص. تتألف دورة نمو الشعر من ثلاثة أطوار، النمو و الانتقال والراحة. خلال مرحلة النمو يزداد شعر الفرد بمتوسط 10 – 15 ملليمتر شهريا، ويستمر هذا النمو لفترة تتراوح بين سنتين إلى ست سنوات.
بعد مرحلة النمو، يدخل الشعر في مرحلة الانتقال القصيرة ومن ثم مرحلة الراحة التي تستمر لمدة تتراوح ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر. بعد انتهاء مرحلة الراحة، يتساقط الشعر ويبدأ في النمو مرة أخرى. تتأثر مراحل نمو الشعر بالأجواء وتغذية الفرد، ولذلك من المهم العناية بالشعر باستمرار وتوفير العناصر الغذائية اللازمة له من خلال التغذية الجيدة واستخدام المنتجات المناسبة لنوعية الشعر.
أأعراض وأسباب تساقط الشعر الطبيعي والغير طبيعي
في بعض الأحيان، قد يتساءل الشخص عما إذا كان تساقط شعره هو شيء طبيعي أم أنه يعاني من مشكلة صحية تتطلب العلاج. تعتبر عملية تساقط الشعر جزءًا طبيعيًا من دورة حياة الشعر، حيث يتم استبدال الشعر القديم بشعر جديد بشكل متواصل. الفرق بين أسباب تساقط الشعر الطبيعي والغير طبيعي يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك العمر والتغذية ونمط الحياة وظروف الجسم الصحية.
على سبيل المثال، يعتبر تساقط حوالي 50-100 شعرة يومياً أمرًا طبيعيًا. على الرغم من ذلك، قد تتسبب بعض العوامل في التساقط الزائد للشعر مثل التوتر والقلق، والنظام الغذائي غير الصحي، واتباع الحمية القاسية، والتعرض المفرط للشمس، والإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، وتساقط الشعر الموروث جينياً. ومن المهم الانتباه إلى أي تغير مفاجئ في كثافة الشعر وتساقطه واللجوء إلى استشارة الطبيب المختص في حال الحاجة.
التغذية وتأثيرها على صحة الشعر
التغذية السليمة تلعب دوراً رئيسياً في صحة الشعر ونموه. فعدم توفر الكثير من العناصر الغذائية المفيدة لصحة الشعر قد يتسبب في ضعف بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقطه. من المهم أن يتم توفير جميع العناصر الغذائية الضرورية لبناء شعر قوي وصحي، مثل البروتينات والزيوت الصحية والمعادن والفيتامينات.
ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والدجاج والأسماك والبيض، حيث يعتبر البروتين المكوّن الأساسي للشعرة. كما يجب الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الشعر مثل فيتامين (ب)، الحديد، الزنك والمغنيسيوم. كما يُنصَح بتناول كميات كافية من الماء لترطيب الشعر والتخلص من الجفاف، بالإضافة إلى تجنّب التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية واستخدام مستحضرات العناية الخاصة بالشعر التي تحتوي على المواد الطبيعية وتعزز قوة الشعر وصحته.
الأسباب الوراثية وتأثيرها على تساقط الشعر
يعتبر العامل الوراثي من أهم أسباب تساقط الشعر بين الناس، حيث يتوارث الشخص صفات جينية من والديه تؤثر على كثافة الشعر ومدى استقراره على فروة الرأس. يشير العديد من الدراسات العلمية إلى تأثير هذه الجينات على تركيبة الهرمونات وما يعرف بمستقبلات الأندروجين التي تؤثر على نمو الشعر وصحته.
تتسبب الجينات المؤثرة على الأندروجين مثل جين الـDHT في زيادة حساسية بصيلات الشعر لهذا الهرمون، مما يؤدي إلى تساقط الشعر وضعف نموه الطبيعي في مناطق محددة.
التوتر والقلق من أسباب تساقط الشعر
يعتبر التوتر والقلق من من أسباب تساقط الشعر الأساسية التي يمكن أن تؤثر سلباً على صحة الشعر وتسبب تساقطه. يرتبط ذلك بإطلاق الجسم لمستويات عالية من هرمون الكورتيزول عند التعرض لضغوط نفسية أو عاطفية شديدة. تؤدي زيادة إنتاج الكورتيزول إلى زيادة إنتاج الزهم، وهو مادة تفرزها الغدد الدهنية في الجلد.
تشير الأبحاث إلى أن زيادة الزهم المنتجة جراء التوتر والقلق قد تغير بيئة فروة الرأس وتؤدي في النهاية إلى تساقط الشعر. لذا، من الجيد التأكد من اتباع عادات صحية تنطوي على الاسترخاء وتقليل القلق والتوتر وممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن المفيدة لصحة فروة الرأس والشعر. كما يمكن استخدام بعض المنتجات الطبيعية مثل زيت الزيتون وزيت اللافندر والصبار لتغذية فروة الرأس وتحسين صحة الشعر. إذا تعرضت لتلف الشعر، يمكن استخدام بعض المنتجات الخاصة بترميم الشعر لتعزيز نمو الشعر وإعادة تألقه.
أقرأ أيضا: أرخص منتجات العناية بالبشرة الدهنية
الأمراض الجلدية وتأثيرها على صحة الشعر
تعتبر الأمراض الجلدية من الأسباب المؤثرة على صحة الشعر ونموه. تسبب هذه الأمراض تساقط الشعر بسبب التغييرات الغير طبيعية في فروة الرأس والشعر.
من أمثلة الأمراض الجلدية التي تؤدي إلى تساقط الشعر مشكلة الصدفية والإكزيما والتهاب الجلد الدهني. لذا من المهم معرفة تأثير الأمراض الجلدية على الشعر واتخاذ التدابير الوقائية للحفاظ على صحة الشعر وتجنب التساقط.
الإجهاد الجسدي من أسباب تساقط الشعر
يعتبر الإجهاد الجسدي من العوامل التي تؤثر على صحة الشعر وقد يسبب تساقطه. يحدث ذلك نتيجة للتغيير الهرموني الذي يحدث بسبب التوتر والضغط النفسي أو الجسدي. يمكن أن يؤدي الإجهاد الجسدي إلى زيادة إفراز الهرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، والتي تؤدي إلى تعطيل توازن الجسم ويمكن أن تكون سبباً في تساقط الشعر.
توجد عدة عوامل أخرى تتعلق بالإجهاد الجسدي وتساقط الشعر مثل التغيرات الجذرية في النظام الغذائي أو فقدان الوزن السريع، فضلا عن تأثير بعض الأدوية و آثرها الجانبية على تساقط الشعر. لذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر الشديد استشارة طبيبهم لتقييم حالتهم ومعالجتها بشكل صحيح.
العوامل البيئية وتأثيرها على صحة الشعر
في العديد من الأحيان، لا يكون تساقط الشعر نتيجة لعوامل جينية أو صحية فقط، بل يمكن أن تؤثر العوامل البيئية بشكل كبير على صحة الشعر. يعتبر التلوث الهوائي والتعرّض المستمر لأشعة الشمس الضارة من العوامل الخارجية التي قد تسبب تساقط الشعر وتضعف جذوره.
إضافةً إلى ذلك، يمكن لحرارة المياه المستخدمة في الاستحمام أن تؤدي إلى تكسر الشعر وتجعله هشاً وضعيفاً. لذا، من الأفضل اتباع بعض الخطوات الوقائية للحفاظ على صحة الشعر، مثل استخدام منتجات مناسبة لنوع الشعر، وترطيبه بشكل جيد قبل الاستحمام، واستخدام شامبو وبلسم يحتويان على مركبات تغذي الشعر وتحميه من تأثير المياه الساخنة، كما ينصح باستخدام مكيفات الشعر والزيوت الطبيعية لترطيبه وتغذيته بشكل أفضل. ويفضل تجنب غسل الشعر بالماء الساخن واستخدام الماء الفاتر أو البارد لغسل الشعر، مما سيساعد على حمايته والحفاظ على جماله وصحته.
أقرأ أيضا: تعرف على فوائد التفاح الأخضر
استخدام المنتجات الكيميائية وتأثيرها على الشعر
تعتبر استخدام المنتجات الكيميائية المتنوعة للعناية بالشعر، وإضافة المواد التجميلية وعلاجات الشعر، من العوامل المؤدية لتساقط الشعر. يمكن أن تتسبب هذه المواد في تلف بصيلات الشعر، وإضعافها بمرور الوقت، مما يؤدي إلى تقصف الشعر وفقدانه.
ومن الأمثلة على المنتجات الكيميائية التي يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر هي: مواد الصبغة والتشقير، ومستحضرات الشعر المثبتة والجلسرين وبعض الأدوات الحرارية اللازمة لتصفيف الشعر. من الأفضل استخدام تقنيات آمنة وطبيعية فقط.
العناية بالشعر حسب نوع الشعر
بالعناية المستمرة حسب نوع شعرك، سيصبح شعرك أكثر صحة على المدى البعيد. في الوقت الحاضر، يعاني معظم الأشخاص من التلف الدائم لشعرهم بسبب التعامل غير السليم مع نوع الشعر. من الضروري معرفة نوع شعرك واستعمال المنتجات المناسبة للعناية به. إليك بعض التوجيهات الهامة للعناية بالشعر حسب نوعه:
- في حالة كون شعرك دهنياً، يمكن غسله بالشامبو يومياً مع التركيز على فروة الرأس.
- إذا كان شعرك يعاني من الجفاف، عليك استعمال المنتجات التي تعمل على ترطيب شعرك والحفاظ على نموه بصحة جيدة.
- إن كنت تمتلك نوعًا مختلطًا من الشعر، عليك أن تستعمل المستحضرات التي تعمل على ترطيب شعرك وإصلاح المناطق الزيتية.
- ينبغي قص الشعر بشكل دوري والتخلص من الأطراف المتضررة. تؤدي الأطراف السيئة إلى تقييد النمو. بقص هذه الأجزاء بانتظام، ستبدو خصلات الشعر بمظهر أفضل وأكثر صحة.
- يمكنك معالجة نهايات شعرك باستخدام زيوت الجوجوبا وجوز الهند والأرغان بفوائد تساعد على إعطاء الشعر مظهر صحي ولمعان.
- تعتمد النساء على الحرارة الزائدة لتصفيف شعرهن. تؤدي الحرارة إلى تلف بنية الكيراتين في الشعر، مما يتسبب في حدوث تقصف وتساقط وضعف الشعر الذي تتضرر بنيته الكيراتينية. من الأفضل لك تصفيف شعرك بأقل قدر ممكن من الحرارة. جديرًا بالذكر أن تصفيف الشعر بالحرارة يتسبب في تلف بنية الشعر المموج والمجعد بالأخص.
علاج تساقط الشعر ونصائح للوقاية منه
علاج أسباب تساقط الشعر والوقاية منه يُعتبر موضوع هام وحيوي للكثير من الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة. حيث يمكن القول إن أفضل وسيلة للوقاية هي اكتشاف ومعالجة أسباب تساقط الشعر، واتباع نظام صحي ومتوازن يُحافظ على صحة الشعر وفروة الرأس.
ينصح بعض الخبراء باتباع بعض العادات الصحية اليومية كالتغذية المتوازنة التي تحتوي على الفيتامينات والمكملات الغذائية الضرورية لنمو الشعر، وتجنب استخدام المنتجات الكيميائية القوية على الشعر والفروة، كما ينصح بتناول كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الشعر والجسم بشكل عام، واستخدام منتجات طبيعية للعناية بالشعر مثل الزيوت النباتية ومستخلصات الأعشاب، وتجنب التوتر النفسي والضغوطات اليومية التي قد تؤثر على صحة الشعر ويؤدي إلى تساقطه. يجب أيضًا تفادي التعرض المفرط للشمس والرياح القوية التي تتسبب في تلف الشعر وتقصفه.
أقرأ أيضا: الروتين اليومي للشعر والبشرة