مرض الصدفية

سنتناول اليوم موضوعاً هاماً يؤثر على حياة العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. إنه مرض الصدفية، الذي يعتبر من أمراض الجلد المزمنة والغير مُعدية ويظهر على شكل بقع حمراء متقشرة على الجلد. لقد أصبح مرض الصدفية قضية صحية عامة تُعاني منها نسبة كبيرة من السكان في العالم، ولهذا السبب سنخصص هذه المقالة لنقدم لكم معلومات عامة حول هذا المرض وكيفية التعامل معه بشكل صحيح.

التشخيص والفحص الطبي لمرض الصدفية

الصدفية هي مرض جلدي مزمن يتميز بظهور بقع حمراء ومتقشرة على الجلد. في المراحل الأولى من التشخيص، يطرح الطبيب على المريض أسئلة حول صحته العامة ويفحص جلد الشخص المصاب وفروة رأسه وأظافره. قد يقوم الطبيب أيضًا بأخذ عينة صغيرة من الجلد (خزعة) لفحصها تحت المجهر، حيث يساعد هذا الفحص في تحديد نوع الصدفية واستبعاد أي اضطرابات جلدية أخرى.

تهدف علاجات الصدفية إلى منع نمو خلايا الجلد بشكل سريع وإزالة القشور الناتجة عن المرض. تعتمد العلاجات المستخدمة على استخدام المراهم والمستحضرات المضادة للالتهابات والكريمات المرطبة والعلاج الدوائي الفموي. كما يتضمن العلاج الضوئي والعلاج الحراريي والترددات الصوتية. يتم اختيار العلاج المناسب وفقًا لشدة الحالة وموقع الإصابة وأي عوامل مرافقة مثل الالتهابات المصاحبة للمرض. يجب على الأفراد المصابين بالصدفية الالتزام بالعلاج الموصوف من قِبل الطبيب واتباع نمط حياة صحي لتحسين مستوى التحكم في المرض.

الأدوية والعلاجات المتاحة لعلاج الصدفية

تتعدد الأدوية والعلاجات المتاحة لمرض الصدفية لتوفير تخفيف من الأعراض المزعجة مثل الحكة والالتهابات وتقشر الجلد. تشمل هذه العلاجات الكريمات والمراهم الموضعية وحبوب الأدوية الفموية والعلاج الضوئي.

أما العلاجات الموضعية فتعتبر الخيار الأول للحالات الخفيفة والمتوسطة من الصدفية، حيث يمكن ان يساعد استخدامها على تخفيف الأعراض لدى بعض المصابين. قد يستغرق الفرد حوالي ستة أسابيع لملاحظة فعاليـتها. بالنسبة للعلاجات الأخرى كالعلاج البيولوجي والعلاج بالضوء، فهي تستخدم بشكل أساسي للحالات الشديدة والمتوسطة من الصدفية التي لم تستجب للعلاجات الموضعية والعلاجات التقليدية. يتضمن العلاج البيولوجي الأدوية التي تعمل على تقوية جهاز المناعة لدى المريض ومنع الالتهابات المرتبطة بالصدفية. أما بالنسبة للعلاج بالضوء، فهو يشمل استخدام الأشعة فوق البنفسجية والضوء المتوهج لعلاج الصدفية. على الرغم من فعاليتهما في العديد من الحالات، فإن هذه العلاجات تحتاج إلى متابعة دورية وإشراف طبي مشدد لتقييم الاستجابة وتجنب أ الآثار الجانبية المحتملة. كما يوصى بتجنب التعرض للعوامل المسببة لتفاقم الصدفية، مثل الإجهاد والأطعمة الغير صحية والتدخين. يجب أن يتم استشارة الطبيب المختص لتحديد خطة علاج مناسبة لكل حالة معينة وفقاً لنوع وشدة الصدفية.

العناية الذاتية وتقليل الأعراض لمرضى الصدفية

من المعروف أن مرض الصدفية يصعب الشفاء منه، لكن من الممكن اتباع بعض الخطوات والعناية الذاتية لتقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة للمصابين بهذا المرض. إحدى هذه الخطوات هي الاهتمام بنظافة الجلد ورطوبته من خلال استخدام المرطبات الجلدية والصابون الخفيف.

كذلك، يفضل تعريض الجلد لأشعة الشمس الطبيعية باعتدال وبطريقة مراقبة لتجنب حدوث آثار سلبية. من الممكن أيضاً أخذ استشارة الطبيب المختص لاستخدام مراهم الكورتيزون لتحسين الأعراض والحد من الالتهابات الجلدية المصاحبة للصدفية

فترات تفاقم الصدفية والعلاج المطلوب

فترات تفاقم الصدفية تعتبر من المراحل الصعبة التي يمر بها المصابون بهذا المرض، حيث تزداد حدة الأعراض وتكون الإصابة أكثر ظهوراً وانتشاراً على مختلف أجزاء الجلد. يعتمد العلاج المطلوب في هذه الفترات على شدة الحالة ومؤشرات الصحة العامة لكل مريض.

قد يستخدم الطبيب مجموعة من العلاجات الموضعية مثل الكريمات والمراهم التي تحتوي على مواد مضادة للالتهاب والتقشر. وفي حالات أشد، قد يتم الاستعانة بالعلاج الضوئي والأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن.

الأسباب والعوامل المؤثرة في تطور الصدفية

تعتبر الأسباب الرئيسية لتطور الصدفية غير معروفة بشكل كامل، إلا أنه يعتقد أن هناك تأثير للعوامل الوراثية والبيئية في ظهور المرض. فعند الأشخاص الذين يعانون من استعداد وراثي للإصابة بالصدفية، يمكن أن تزيد بعض المحفزات من احتمال الإصابة بهذا المرض.

من بين هذه المحفزات التي تؤثر في تطور الصدفية الالتهابات الجرثومية والفيروسية، إضافة إلى الجروح والحروق التي قد تسبب تهيج الجلد. تشمل العوامل الأخرى التدخين وتناول بعض الأدوية مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم. من أمثلة المحفزات الأخرى لتطور الصدفية التغيرات الهرمونية، وكذلك التعرض للإجهاد النفسي والاكتئاب، والتغيرات الموسمية في المناخ.

النوع الأكثر شيوعًا من الصدفية (اللويحية)

الصدفية اللويحية هي النوع الأكثر شيوعاً من مرض الصدفية وتشكل حوالي 90% من الحالات. تتسبب هذه الحالة في تكون بقع جلدية حمراء تغطيها قشور بيضاء قد تكون مثيرة للحكة.

تظهر بشكل عام على بعض المناطق في الجسم مثل الجزء الخلفي من الساعدين والساقين ومنطقة السرة وفروة الرأس. الصدفية اللويحية لا تمثل خطراً على الحياة ولكن قد تتسبب في بعض الإزعاج وتأثير نوعية الحياة لدى المصابين بالمرض.

استخدام الكورتيزون للعلاج الموضعي للصدفية

يُعتبر استخدام الكورتيزون للعلاج الموضعي من الوسائل الفعّالة لعلاج الصدفية إذ يساهم بتخفيف التهيج والحكة. يأتي الكورتيزون بشكل مختلفة مثل المراهم والكريمات والرغوات والبخاخات ويتوفر بتركيزات متنوعة تُناسب الحالة ومنطقة الجلد المصابة.

عند استخدام الكورتيزون لعلاج الصدفية على مناطق حساسة مثل الوجه، يفضّل استعمال التركيزات الخفيفة (مثل الهيدروكورتيزون) للحد من آثاره الجانبية. من الضروري أن يتم استعمال الكورتيزون تحت إشراف الطبيب المختص.

العلاج الضوئي لمرض الصدفية وتأثيراته

يعتبر العلاج الضوئي واحدة من الطرق المستخدمة في علاج الصدفية، حيث يعمل على تقليل الالتهاب وتقشير الجلد بشكل فعال. يتم في هذا العلاج استخدام الضوء الطبيعي أو الصناعي للتعرض لأشعة الشمس الفوق البنفسجية A (UVA) أو الفوق البنفسجية B (UVB).

في حالة العلاج بالضوء الطبيعي، يتعرض المريض لأشعة الشمس لفترات محددة وبانتظام ويتبع توجيهات الطبيب بشأن التعرض لها. بالنسبة للعلاج بالضوء الصناعي، يتم استخدام جهاز ينبعث منه أشعة فوق البنفسجية في فترات محددة أيضاً، ويتم ضبط شدة الإشعاع ومدة الجلسة وفقاً لتوصيات الطبيب المعالج. هذا العلاج يستخدم عادة لعلاج اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب الموسمي وارتفاع ضغط الدم ولبعض حالات الصعوبة في النوم والتهاب المفاصل. ولا ينصح باستخدام هذا النوع من العلاج دون إشراف طبي متخصص.

أدوية الصدفية التي يتم وصفها بشكل شائع

يعد مرض الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة التي تؤثر على الجلد وتسبب حكة وقشوراً جافة. لعلاج الصدفية، تتوفر العديد من الأدوية المُصفَّى شائعة والتي يمكن استخدامها بناءً على شدة حالة الشخص. تشمل هذه الأدوية الكريمات والمراهم والمستحضرات الموضعية، بالإضافة إلى العلاجات الضوئية والأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن.

توصف الكريمات القائمة على الكورتيكوستيرويدات لعلاج الحالات الطفيفة إلى المتوسطة من الصدفية. تأتي هذه العلاجات بشكل موضعي، وتساعد في تخفيف الاحمرار والحكة وتقشر الجلد المصاب بالصدفية. كما تعمل هذه الكريمات على تقليل الالتهابات في الجلد وتحسين مظهره. ومع ذلك، يجب استخدام الكريمات القائمة على الكورتيكوستيرويدات بحذر وفقًا لتوجيهات الطبيب المعالج، حيث يمكن أن تسبب آثار جانبية شديدة. وينصح بإستخدامها لمدة قصيرة وعدم الاستخدام الزائد لها، وتجنب استخدامها في مناطق حساسة مثل الوجه والعانة.

الشفاء الكامل من مرض الصدفية واحتمالية تقليل المرض

في الواقع، فإنه لا يوجد علاج نهائي لمرض الصدفية، وإنما يعتمد العلاج على تقليل وتهدئة الأعراض. ويمكن استخدام العقاقير الموضعية والفموية والضوئية والبيولوجية، والتي تستخدم لتقليل التورم والحكة والتهاب الجلد. ويوصى بالبدء في أنماط حياة صحية تتضمن التغذية المتوازنة والنوم الجيد وممارسة الرياضة بانتظام. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الدعم النفسي والتواصل مع الأصدقاء وأفراد الأسرة يمكن أن يساعد في التحكم في الأعراض وتقليل التوتر النفسي الذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المرض. وعلى الرغم من أن مرض الصدفية غير مُعدي، إلا أنه يمكن أن يشعر المصابون بالإحراج والتعرض للمضايقات والتمييز في بعض الأحيان، لذلك يجب توعية المجتمع والدراية الكاملة بالمرض، وتقديم الدعم للمصابين بالصدفية.

أقرأ أيضا: أسباب تساقط الشعر